Tuesday, 15 December 2015

المرأة العربية وصورتها في الإعلام

الفهرس

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة                                  (إنعام الحق)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان وإيمان إلى يوم الدين، أما بعد : فيقول الله تعالى في محكم تنزيله: ((وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)) الخ[1] إن البيت هو الأصل لاستقرار المرأة، وقد اهتم ديننا الحنيف الإسلام بالأسرة المسلمة، فالآية المذكورة واضحة المعنى في النهي عن السفور والتبرج، و فيها إشارة لطيفة على أن الأصل هو البيت، وهو تطهير للنفس واستقامة للروح.
علما أن الإسلام لا يمنع المرأة من المشاركة الإيجابية في المجتمع المسلم، حيث الحاجة ملحة لمشاركة المرأة العربية في جميع متارك الحياة عامة، و في المجال الإعلامي خاصة، و لعل الأصل للمرأة هو التزام البيت، وعدم الخرج منه إلاّ إذا دعت الحاجة للعمل ونحوه، فالسياسة تفرض أحيانا على المرأة العربية الخروج من بيتها للمساهمة في الإعلام سياسيا واجتماعيا وثقافيا بشكل فعال ومن هذه الناحية تكمن أهمية الموضوع في العصر الراهن.
  ومن هذا المنطلق اخترنا هذا الموضوع، كي نتمكن بالعثور على  معرفة ما مدى صحة قول القائلين، بأن الإسلام يقف ضد المرأة وقفا سلبيا في مشاركتها في المجالات الاجتماعية، كما يقال: المرأة في البيت والرجل في الحياة العامة وغيرها.
سبب اختيار الموضوع:
1.    معرفة حكم عمل المرأة العربية في مجال الإعلام.
2.    حق المرأة العربية في العمل من حيث دورها البناء في العمل الإعلامي.
3.    معرفة دور المرأة العربية في المجتمع العربي ككائن إنساني.
خطة البحث:
يتكون هذا البحث من مقدمة وخمسة فصول ومباحث حسب الحاجة إليها في كل فصل وخاتمة و بالإضافة إلى المصادر والمراجع.
هدف البحث:
 توعية المرأة العربية وتنميتها بالأحكام المتعلقة في عملها في المجال الإعلامي، والخروج عن دياجر الغب المظلم السائد في المجتمع العربي، و عن التقاليد والطقوس غير قائمة على غرار المفهوم الشرعي الحقيقي.
والله ولي التوفيق.

الفصل الأول

المبحث الأول : المرأة العربية ودورها التنموي في المجال الإعلامي.



الإعلام لغة :
من العلم الذي هو إدراك الشيء على حقيقته. وأعلمته وعلمته واحد إلا أن الإعلام اختص بما كان بإخبار سريع والتعليم اختص بما يكون تكرير أو تكثير حتى يحصل منه أثر في نفس المتعلم
الإعلام بمعناه العام:
ليس هناك تعريف مصطلح عليه في تعريف الإعلام ومن التعريفات الواردة للإعلام هو كل قول أو فعل قصد به حمل حقائق أو مشاعر أو عواطف أو أفكار أو تجارب قولية أو سلوكية شخصية أو جماعية إلى فرد أو جماعة أو جمهور بغية التأثير سواء كان الحمل مباشرا أم بواسطة وسيلة إعلام قديما أو حديثا).
ماهية الإعلام:
يتفق دارسوا الإعلام على أن جوهره يكمن في تقديم الحقائق والوقائع والآراء والاتجاهات والمواقف والأحاسيس للناس في صورة دقيقة صادقة أمينة تمكنهم من اتخاذ القرارات الصائبة فيما يعرض لهم في أمور حيوية مختلفة، وهم متفقون كذلك على إن المعالجة الإعلامية لهذه القضايا يجب أن تشمل كافة النشاط البشري في هذه الحياة.[2]
علاقة الإعلام بالاتصال:
العملية الاتصالية ركيزة أساسية في العملية الإعلامية كلها، إذ إن الاتصال وسيلة للتعارف ومن ثم التبادل والتعاون، ومن هنا كان الاتصال من الظواهر الاجتماعية ذات الأثر الفعال في حياة المجتمعات البشرية. والإعلام يعتمد وسائل الاتصال المختلفة لنقل رسالته للناس، ومايريد أن يوصله لهم من مفاهيم وقيم ومبادئ ومعتقدات.  

 المبحث الثاني : علاقة الإعلام بالتنمية

يعد المفهوم التنموي للإعلام أحد المفاهيم الإعلامية التي انطلقت من مبدأ وجوب فهم وسائل الإعلام ضمن نطاق مجموعة النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية للدول ، ويعد المفهوم التنموي للإعلام تفريعا لمفهوم تبعية الإعلام للدولة، ويتلخص هذا المفهوم فيما يلي:
1.    يجب أن تدير الحكومة جميع وسائل الإعلام للمعاونة في تسيير الأعمال الكبيرة التي تستهدف بناء الدولة ومحاربة الأمية والفقر وبناء الوعي السياسي وتوحيد الأمة ومساعدة التنمية الاقتصادية، وهو ما يتضمن فكرة المسؤولية الاجتماعية.
2.    يجب على وسائل الإعلام أن تدعم السلطة وألا تتحداها، ولا يوجد مجال لتقد السلطة وإثارة الانشقاقات، لأن البديل بالنسبة للحكومة لن يكون سوى الفوضى وعدم الاستقرار.
3.    يجب أن يستخدم الإعلام لدعم الأهداف الوطنية والمصالح العليا للدولة.

 المبحث الثالث:

أهم الحقول والأهداف التنموية للسياسات الوطنية العامة التي تقود العمل الإعلامي في معظم الدول العربية والإسلامية:
1.    الحفاظ على أمن الدولة والالتزام بالعادات والتقاليد السياسية المتبعة وتنمية روح الانتماء والشعور بالمسؤولية لدى المواطن.
2.    تغطية أخبار الدولة ونشاطاتها المختلفة على الصعيدين الداخلي والخارجي مع تحسين صورة القيادة لدى الشعب، ووقوف الإعلام لدى الدولة عند الحاجة إلى شرح بعض الأمور أو التوجهات السياسية العامة أو الخاصة.
3.    العمل على دعم رجال الأمن وكافة قطاع الجهاز الأمني والإشادة بدورهم في حفظ أمن البلد.
في مجال تنمية الفرد المسلم:
1.    التأكيد على احترام حقوق الأفراد فيما يخصهم وحقوق الجماعات فيما يعمها، والعمل على تأصيل روح التكافل الاجتماعي بين أفراد الأمة وتنمية خلق التعاون والبذل في لنفوس وإشعار المواطنين بمسؤولياتهم تجاه بعضهم البعض.
2.    تشجيع الباحثين والعلماء والمفكرين في نشر إنتاجهم ورعاية المواهب الشابة وتشجيعها ماديا ومعنويا.
3.    رفع التذوق الفني لدى أفراد المجتمع كل على حسب مكوناته العلمية واستعداداته الاستيعابية ومراعاة التوازن بين ما يقدم من أنواع الثقافات الاجتماعية .
4.    إرشاد الفرد المسلم إلى الاتصال بمصادر المعرفة المتاحة ليتعرف بنفسه على دقائق الأمور وليبقى بمعزل عن الإشاعات والأحاديث المضللة.
5.    العمل على التعرف على مشكلات الأفراد والجماعات والبحث عن الحلول الممكنة لها عن طريق في مجال التنمية العامة:
1.    الإعلام عن المشروعات الناجحة وتسليط الضوء على الشخصيات التي قامت بدور بارز في إنجاح هذه المشروعات.
2.    العمل على انتاج برامج تكفل دعم جهود التنمية وتشجع على المشاركة الشعبية في الأنشطة التنموية كافة بهدف رفع انتاجية المواطن والاعتماد على الذات.
3.    العمل على تنظيم برامج تعليمية وإرشادية عامة في مهن مختلفة .
4.    العمل على نشر المعلومات التي تتوافر عن الخدمات الاجتماعية المتحة وتشجيع الاشتراك في مراكز تنمية المجتمع والجمعيات الخيرية.
5.    إنتاج برامج تشرح للمزارعين كيفية استصلاح الأراضي الجديدة واستخدام طرق الري الحديثة وإدخال المحاصيل الجديدة ونحو ذلك.[3]

 المبحث الرابع : السياسة الإعلامية في المملكة العربية السعودية:

1.    الالتزام الشامل بالعقيدة الإسلامية نصا ومفهوما واستبعاد كل ما يناقض معها من القول أو المعتقد.
2.    العمل على مناهضة التيارات الهدامة والاتجاهات المعادية وكشف زيفها وإبراز خطرها على الفرد والمجتمع.
3.    العمل على ترسيخ قيم الإسلام ، وتقاليده الكريمة والحفاظ على عاداته وتقاليده السائدة ومقاومة كل ما من شأنه تعكير صفو الدين.
4.    العمل على نشر المفاهيم وتعميق القيم والمبادئ الحضارية ، وتقديم التلاوات القرآنية، والأحاديث النبوية والتفاسير والفتاوى الدينية لجميع المسلمين في العالم.
5.    التوعية بسائر النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية من منظور الإسلام وتراثه المجيد.
6.    بث البرامج الدينية الحية التي تلاحق مستجدات الحياة ، وتوعية الناس بها، وبكافة أمور دينهم .
7.    السمو بالفنون الإنسانية بحيث لاتكون خاصة بالجوانب العاطفية المتصلة بالجنس والتشبيب بالمرأة دون التركيز على الجوانب الأخلاقية والجمالية مثل حب الخير والفروسية والشجاعة
أهمية عمل المرأة في مجال الإعلام:
تأتي أهمية عمل المرأة في مجال الإعلام من خلال الأسباب التالية:
1.    قوة تأثير وسائل الإعلام المختلفة على المجتمع، وقدرته على التغلغل داخل الأسر والوصول إلى فكر جميع أفراد الأسرة.. ولأن الأسرة تتكون من الرجل والمرأة كان لابد من توجيه خطاب إعلامي خاص بالمرأة، وآخر خاص بالرجل يلبي احتياجات كل منهما على حسب على فطره الله عليه، وهيأه له.. ولذا كان لابد من تأهيل شريحة من النساء تتولى خطاب النساء إعلاميا، لأن المرأة شقيقة الرجل في تشكيل هوية الأمة، وتعزيز حصانتها الفكرية، وتثبيت قيمها ومبادئها الدينية، وحماية الجيل والمجتمع من أي مهددات أمنية.
2.    استثمار مواهب المرأة فيما يعود بالخير العميم على مجتمعها ، ويسهم في الارتقاء به، ويعزز بناء الحصانة الفكرية لدى نساء المسلمين، لاسيما في ظل الانفتاح العالمي، والثورة المعلوماتية، وتقنية المعلومات، والإقبال الهائل على الإعلام من جميع أفراد المجتمع.
3.    فتح أبواب عمل للمرأة يسهم في سد حاجة النساء للعمل في خدمة المجتمع ، ويحقق لها الرخاء الاقتصادي، وكرم العيش، والترفع عن المسألة والحاجة لاسيما لدى من ليس لديها من يعولها.
4.    إمكانية ممارسة المرأة لدورها الإعلامي على مستوى عالي من الكفاءة دون أن يضطرها ذلك للخروج من البيت، أو الوقوع في أي مخالفة شرعية، كالإعلام التقني، أو المشاركات بالمقالات والتحقيقات والتأليف.
5.    الارتقاء بمستوى وعي المرأة وإدراكها وتنمية ثقافتها ومهارات الاتصال لديها، إذ إن العمل الإعلامي المتميز يتطلب مهارات عالية بعضها يتعلق بفنون الاتصال، وبعضها يتعلق بمستوى الثقافة والوعي والمتابعة والاطلاع الواسع والقدرة على التحليل والفهم والنقد البناء الهادف.
 
إلا أن هناك عدد من الضوابط التي يجب أن تراعى في مجال عمل المرأة في الإعلام:
1.    أن تلتزم المرأة في مشاركتها الإعلامية بسياسة الإعلام في المملكة.
2.    أن تبتعد المرأة عن المشاركة في وسائل الإعلام التي لا تتمكن فيه المرأة من التقيد بالضوابط الشرعية، فيجب أن تعمل في مجال الإعلام الذي يحافظ على خصوصية المرأة ويجنبها ويجنب مجتمعها الفتن .
3.    أن تلتزم المرأة بالضوابط الشرعية لعمل المرأة وهي  عبارة عن ستة آداب وضوابط هي:
1- ضابط الخلوة: فلا تعمل في مجال تتعرض فيه المرأة للخلوة بالرجل حتى وإن كان من أجل العمل.
        2- ضابط الاختلاط: فتبتعد عن الأماكن التي فيه اختلاط بالرجال بغض النظر عن صلاحهم واستقامتهم من عدمه.
3- ضابط الكلام: فتبتعد عن الخضوع بالقول، وتحسين الصوت، وتجميل أسلوب الحديث.
        4- ضابط اللباس والزينة: فلا تخرج متزينة متعطرة، أو لاتتقيد بضوابط الحجاب الشرعي.
       5- ضابط الخروج والسفر: أن لا يترتب على عملها سفر بغير محرم، أو يتعارض مع وظيفتها في البيت، والقيام بحقوق الزوج والأبناء .
       6- ضابط النظر: فلا تعمل المرأة في مجال إعلامي يترتب عليه أن تنظر إلى الرجال أو ينظرون إليها.

الفصل الثاني : نظرة العالم العربي في مشاركة المرأة في الإعلام

المبحث الأول: نظرة عامة عن أنظار العالم حول مشاركة المرأة في العمل الإعلامي.


لم تختلف أنظار العالم العربي للمرأة عبر السنين السابقة من حيث مشاركتها في الإعلام العربي كثيراً، لأنه لايزال هنالك عدم الأهتمام أو عدم النظر للمرأة كشخص طبيعي مثل الرجل. بحيث أنه أجريت دراسات في عالمنا العربي ، وتم توضيح أنه عدد العاملات في وسائل الإعلام العربي قليلةُ جداً بالمقارنة مع الدول المتقدمة والغربية، الحديثة، هذة الدراسات تظهر لعالمنا العربي أنه لايوجد تقدير كافي أو معاملات تساعد المرأة لإدخالهن إلى عالم الإعلام، ولكن هناك بعض الدول العربية التي تقدر مكانة المرأة وترى أنه يمكن الإستفادة منها ، لكن الأستفادة منها كجسد فقط وجذب الانتباة بالمظهر الجذاب لها[4].

المبحث الثاني : أسفرت الدراسات التي أجريت حول المرأة العربية في الدول العربية.

 ومن هذة الدول العربية هي لبنان ، بحيث قام الدكتور :"جيرم شاهين" في عام2003 بإجراء دراسة أظهرت أن المرأة تحتل المرتبة الأولى من حيث أستخدامها كرابطة لفقرات البرامج أو الإعلانات لجذب عدد كافي ، هذا من ناحية المظهر.
 أما بالنسبة إلى البرامج الدينية أو الإعلامية ، فهي تحتل المرتبة ماقبل الأخيرة في لبنان ، وأيضاً أجرت الباحثة المغربية الدكتورة "نادية لمهيدي" دراسة، وتقول: ( أن مشاركة المرأة العربية في البرامج السياسية ضعيفة إلى حد ما ، وذلك بسبب الأحزاب السياسية في الدول العربية التي تهدد الأشخاص بعدم نشر المعلومات ، وأيضاً شركاء القناة التلفزيونية والهيئات الفاعلة في المجتمع ).إذا تعد المرأة مظلومة الى حدً ما في العالم العربي وذلك طبعاً يعود على عدة أسباب.[5]
أولاً: الحقد والتكبر:
وجود الحقد في قلب الرجل على المرأة مما قد يتسبب في إيذائها وأيضاً في ظلمها وعدم إعطاء حقها، وايضاً تكبر الرجل عليها بحيث يعتبرها لاتفهم وايضاً لاتفكر بقدر الرجل وأنها صغيرة العقل، وناقصة الدين، وغيرها من الصفات البذيئة يلصقون بها.
قال تعالى: (وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).[6]
ثانياً: الاعتقاد الخاطئ في حق المرأة :  اعتقاد الرجل بأن المرأة تغلبها العاطفة بحيث لا يوافق الرجل بأن تدخل المرأة إلى مجال في مجالات المجتمع لانه يمكن أستغلال عاطفتها بطرق عديدة ، مثل التهديد أو الإغراء.
لكن الدكتور "عمر الأشقر " يقول : ( لئن ساء وضع المرأة المسلمة في بعض الظروف ، فإن السبب الحقيقي لهذا لم يكن التزامها بأحكام الإسلام حاشا وكلا ، بل هو في المقام الأول انحرافها عن الإسلام ، وإن الظلم الواقع على المرأة في ديارنا كالظلم الواقع على الرجل سواءً بسواء، ليس سببه الإسلام الذي ندين لله به ، بل سببه البعد عن الإسلام ، وفصل الدين عن واقع الحياة ونظمها).
ثالثاً:سوء خلق المراة: سوء خلق المرأة بمعنى أنه إذا كانت أفعالها وتصرفاتها مع الآخرين ، بالطبع سوف يكون رد الآخرين بالمثل بالأخص الرجال ، كرفع الصوت على الرجل أو رفض طلب من طلبات الرجل ، باختصار جميع السلوكيات الخاطئة.
يقول تعالى : ((وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً))[7]
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (( لا يَفْرَكْ - أي لا يبغض -مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ )) .

رابعاً : العادات والتقاليد :
من أهم أسباب ظلم المرأة، يأتي بالعادات التي أنتشرت على مر السنين بين الناس ، بحيث يعتقد معظم الرجال بأن هذة العادات أتت من الإسلام والشريعة ،ولكن الإسلام بريء عنها ، لا دخل له في هذة العادات الخاطئة والتقاليد المنتشرة.
خامساً : الجهل :
يجهل الكثير من الرجال عن تصرفاتة تجاه المرأة ، بحيث انة يسئ معاملتها بتصرف ما وهو لا يعلم أساساً أنة يسئ لها ، لانة تعود على هذا التصرف من الجميع.قال "القرافي المالكي": أصل كل فساد في الدنيا والآخرة إنما هو الجهل فاجتهد في إزالته عنك ما استطعت ، كما أن أصل كل خير في الدنيا والآخرة إنما هو العلم فاجتهد في تحصيله ما استطعت والله تعالى هو المعين على الخير كله[8]

الفصل الثالث : نظرة الدين الإسلامي الى المرأة و الإعلام

المبحث الأول: دور الإعلام في إيقاظ ونشر الوعي لدى المرأة العربية كمربية للأجيال:


مما لا شك فيه  أن الإعلام سلاح ذو حدين ، فإذا تم استخدامه بشكل صحيح و باتجاه سليم من تصحيح أخطاء و اعتقادات لدى المجتمع و كذلك لتنمية الفرد و تطوير فكره  واطلاعه على العالم الخارجي فهذا يعتبر استخداما صحيحاً ونافعاً ، أما اذا تم استخدامه بشكل غير صحيح فالنتيجة ستكون عكسية تماماً .
و هنا تتباين أراء الكثير حول إسهام المرأة في العمل الإعلامي , من بين مؤيد لظهور المرأة في مختلف وسائل الإعلام و معارض وكل له أسبابه .

المبحث الثاني: هناك تتردد عدة أسئلة حول الموضوع و من أهمها :

هل يكتفي الاعلام بدور الرجل فية أم أم أن المرأة كمربية الأجيال ولابد من مشاركتها فية؟
هل دخول المرأة هذا المجال ينفي و يناقض الحشمة و الالتزام و الحجاب؟
هل هناك أوجه نقص و قصور في مشاركة المرأة في الإعلام المرئي؟
و هناك العديد و العديد من الأسئلة ولكن طرحنا هذة الأسئة لأنها تشغل بال العديد و الكثير من الناس و علماء المسلمين، و قد تم طرح هذة الأسئلة على بعض من علماء الإسلام و قد اختلف بعضهم في بعض النقاط واتفقوا على بعض النقاط كما سيتضح من الآراء :[9]
الشيخ مثني الزيدي قال:
إن الإسلام جاء لتلبية حاجة الناس، و أنه لا مانع من مشاركة المرأة في الإعلام المرائي و لكن عليها الانضباط بالضوابط الشرعية ، فان كانت المرأة منضبطه بتلك الضوابط فلا مانع من مشاركتها في الإعلام المرائي.
الاستاذ أنور الخضري يقول :
إن هذة المسألة (خروج المرأة للإعلام المرائي ) يجب أن تخضع لي ما مدى ضرورة الحاجة، فيجب أن نقوم بدراسة ميدانية تؤكد مامدي الحاجة و بعد ذلك سوف تختلف فيما كانت النظرة تعتمد علي الأصل وهو بقاء المرأة في البيت كما في قولة تعال : ( وقرن في بيوتكن) [10]

المبحث الثالث: حدود مشاركة المرأة في الإعلام

سؤال هل هناك ضوابط و قيود يجب على المرأة اتباعها ؟
أجاب الاستاذ انور الخضري:
 إنها تخضع جوانب الحاجة فهناك برامج للاطفال و الفتيات ة النساء مثل الطبخ و العلاقات الاسرية, لأجل أن لا يحدث اختلاط مع الرجال و النساء .
و أجابت الأستاذة هنادي، قائلة: إنها ترى أن الحدود الشرعية التي نص عليها العلماء حول مايتعلق بعمل المرأة ينطبق على العمل الإعلامي بكل أشكالة.
عمل المرأة الإعلامي هل تناقض مع التزامها و حجابها ؟ صغ ها بأسلوب ثاني كلام رقيق جدا!!؟ إن هذة القضية يعدها البعض أنها إشكالية في الواقع الإعلامي النسوي لما يشاهد من التبرج للنساء في ظهورهن في الإعلام فتخشي مشاركة المرأة المسلمة مخالفا لعفتهن و التزامهن وحشمتهن.فقد اتفق كل العلماء على ضرورة الالتزام بحشمتها و تجنب التبرج و غيره من الأمور التي تخالف الحشمة، و العفة أو يؤثر فيها، و أكد بعض العلماء، أن هذا الأمر متعلق بما مدي التزام المرأة و عفتها؛ فاذا كانالمرأة ملتزمة فستصاحبها في عملها ان كان مراي ام لا .
         وفي نظري، مساهمة  المرأة حاجة ملحة، لابد منها؛ لتجنب العديد من الإشكاليات وللتسهيل على الرجال؛ لأنه من الممكن يستفيد من الوقت وكسب المزيد من الأرباح المالية ، و بشكل عام في العالم العربي لايمكن الاستغناء عن المرأة، بحيث أن المرأة تكمل الرجال وهذا ما حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف, ولكن على المرأة أن تلتزم بالضوابط الشرعية التي قررها العلماء واتفقوا عليها.[11]
وقد تباينت الآراء حول مشاركة المرأة في العمل الإعلامي  وأهمية اقتحامها وارتاديها هذا فهناك من يؤيد وهناك من يعارض وكل له أسبابه ومبرراته ، ومن وجهة نظر شخصية نرى أنه في حالة التزمت المرأة المسلمة في الضوابط الشرعية فلا يوجد مانع أو عائق في
أن تعمل في المجال الإعلامي للأسباب التالية :
1.      لأن الأسرة تتكون من الرجل والمرأة ولابد من توجيه خطاب إعلامي خاص بالمرأة وآخر خاص بالرجل يلبي إحتياجات كل منهما على حسب على فطره الله عليه ، ولذالك كان لابد من تأهيل شريحة من النساء تتولى خطاب النساء إعلاميا لأن المرأة شقيقة الرجل في تشكيل هوية الأمة وتعزيز حصانتها الفكرية وتثبيت قيمها ومبادئها الدينية وحماية الجيل والمجتمع من أي مهددات أمنية.
2.      استثمار مواهب المرأة فيما يعود بالخير العميم على مجتمعها ، ويسهم في الارتقاء به ويعزز بناء الحصانة الفكرية لدى نساء المسلمين لاسيما في ظل الانفتاح العالمي والثورة المعلوماتية وتقنية المعلومات والإقبال الهائل على الإعلام من جميع أفراد المجتمع.
3.      إمكانية ممارسة المرأة لدورها الإعلامي على مستوى عالي من الكفاءة دون أن يضطرها ذلك للخروج من البيت أو الوقوع في أي مخالفة شرعية كالإعلام التقني أو المشاركات بالمقالات والتحقيقات والتأليف.
4.      قدرة المرأة على تلمس حاجات بنات جنسها وتمكنها من مخاطبتهن ومعالجة قضاياهن إعلاميا متى ما توفر لها التأهيل والتدريب الكافي لممارسة العمل الإعلامي باحترافية.
5       الارتقاء بمستوى وعي المرأة وإدراكها وتنمية ثقافتها ومهارات الاتصال لديها إذ إن العمل الإعلامي المتميز يتطلب مهارات عالية بعضها يتعلق بفنون الاتصال وبعضها يتعلق بمستوى الثقافة والوعي والمتابعة والاطلاع الواسع والقدرة على التحليل والفهم والنقد البناء الهادف. [12]

المبحث الرابع : الإعلام والمرأة العربية في العصر الراهن   

كليات الإعلام في الجامعات الرسمية وغير الرسمية تحظى بإقبال شديد من الفتيات التي ينظرن إلى الإعلام نظرة ملؤها الفرحة والرغبة والطموح في النجاح، في ظلّ التقدم المتسارع، الذي يلحق بالوسائط الإعلامية . وتشعّبها وظهور المواقع الإلكترونية كجزء هام.
 شهد الوطن العربي تقدماً لافتاً في صناعة الإعلام، إذ استطاع طرح أمور المجتمع وقضاياه بكلّ وضوح سواء عبر الإذاعة أو التلفزيون أو الجرائد أو المواقع الاجتماعية . وطلعت أسماء أنثوية عديدة في مراكز القرار، لكن في المقابل، ما زالت المرأة العربيه العاملة في مجال الإعلام تواجه الكثير من العراقيل، منها معارضة قسم كبير من الرجال ، العمل يتطلّب إجراء مقابلات وإتصالات هاتفية. كما واجهت الإعلاميات مشكلة رفض بعض الرجال لقاءهن كونهم لا يقبلون  فكرة الاختلاط . وهذا ما ينتج سلباً على المتخرّجات حديثاً في الإعلام، إذ يجدن  أحياناً محبطات تجاه الواقع والعمل اليومي. النـــجاحات التي تحقّقها المرأة، سواء في التحرير أو الانتاج أو التقديم، ما زالت المراكز القيادية بعيدة عنها، مع أنّهــا تسعى إليها. وهذا ما يبدو ويظهر جليّاً بارزا في الأردن مثلاً، ففي دراسة مسحية حول واقع المرأة الصحافية في الأردن، تبيّنّ أنّ نسبة الإعلاميات في مجلس النقابة والمراكز القيادية لا تبلغ سوى ١ في المئة، إذ هناك رئيستا تحرير لصحيفتين ورئيسة تحرير لمجلة ومديرة واحدة.
وتعلّق الصحافية سمر حدادين على هذه النتيجة بالقول: إنّ فرصة الصحافية في الحصول على منصب داخل المؤسسة الإعلامية، ضئيلة مقارنة بزميلها الصحافية، وذلك لا يرجع إلى أسباب تتعلّق، بالكفاءة وإنما الى طبيعة العمل التي تفرض الوجود في الصحيفة فــي أي وقت وحتى ساعات متأخرة ليلاً.
إن المجتمع لم يصـــل إلى قنـــاعة تغيير الأدوار وتقسيمها بين المـــرأة والرجل داخل الأسرة، فيكون الجمع بيـــن المنصب والمسؤوليات المنـــزليـــة تفوق طاقاتها وتعيقها عــن التفرّغ لمسؤوليات المنـــصب. كما تــضيف عاملاً أساسياً يتعـــلّق بقرار التعيين في المناصب الإعلامية الذي يخضع في صورة أو في أخرى لقرار سياسي أكثر من كونه إدارياً، فيجري استبعاد المرأة بداية ليصبح الخيار بين الإعلاميين والصحافيين الذكور. فرض التأثير القوي والمتسارع للإعلام بأنواعه، فرض على المهتمين بقضايا المرأة التنبه لخطورة الصورة التي تظهر بها النساء في المادة الإعلامية العربية.
 رغم أن موضوع صورة المرأة في الاعلام ليس جديدا، الا أن حجم تأثير المادة الإعلامية على الرأي العام ظل يقلق الناشطين في المجتمع المسلم، ويدفعهم للتفكير والتدبر بإيجاد وسائل تمكنهم من تغيير الإعلام الإلكتروني والمرئي والمقروء عن ترويج صورة المرأة النمطية السلبية. لقد أثر انتشار هذه الصورة على طريقة تعاطي الجماهير العربية لقضايا المرأة وأمورها، فقبلها التركيز في الإعلام  على دورها الأمومي فقط ،قبلها ، بسلاسل حديدية تدفعها خطوات للخلف كلما خطت خطوة للأمام ، ولم تعد هذه الصورة مقتصرة على العالم العربي فقط ، لقد ساهم الإعلام في نشرها في العالم كله.
إن تهذيب صورة المرأه في الإعلام وإصلاحها هي عملية لها أبعاد وجوانب عديدة ، وبالتالي فهي متعددة الحلول و الطروحات. فهي ظاهرة تمتد جذورها في القيم والأخلاق والتقاليد الاجتماعية الموروثة التي لا تنظر للمرأة على أنها كيان إنساني حي واجتماعي مكافئ للرجل، مثلما أنها مشكلة ثقافية فرضتها الظروف الاقتصادية التي تواجه المرأة في المجتمعات العربية المعاصرة، بما فيها انتشار الأمية ، وعدم تكافؤ فرص الشغل، وتزايد الضغوط لإبقاء المرأة محاصرة في إطار فضائي اجتماعي محدد سلفاً وفق معايير مغلوطة، إن الأمر ببساطة يتعلق بكون المؤسسات الإعلامية ليست سوى امتداد لمنظومة اجتماعية ثقافية تراكمت تفاصيلها عبر قرون كثيرة، لتفرز هذا الإرث الاجتماعي والثقافي الذي يحرك اتجاهات المجتمع ويؤطره نحو النساء..
أشارت منظمة المرأة العربية ضمن "الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية 2009-2015" أن التحدي الأول يكمن في قبول فكرة خوض المرأة الإعلامية لكل القضايا الاجتماعية وليس الأسرية فقط. وأشارت إلى محدودية حضور النساء في المراكز القيادية في المؤسسات الإعلامية العربية، وأن هذا الحضور، على ندرته، لا يقترن بثقافة المساواة، الأمر الذي "يحول دون أن يكون لهذا الحضور النسائي في المراكز القيادية تأثير إيجابي
وفي دراسةٍ أجراها الدكتور جيروم شاهين في لبنان في عام 2003 عن "موقع المرأة في المؤسسات الإعلامية" أظهرت أن المرأة تعمل في المرتبة الأولى كرابطة لفقرات البرامج، أما موقع المرأة كإدارية تشارك في صنع القرار في المؤسسة الإعلامية فجاء في المرتبة ما قبل الأخيرة، في حين احتلت المرتبة الأخيرة النساء المالكات لوسيلة إعلامية.[13]

الفصل الرابع: نبذة تاريخية عن المرأة العربية في العمل الإعلامي


شهد فجر الألفية الجديدة طفرة ملموسة في شتى مناحي حياة المرأة العربية، تزامنا مع انعقاد المؤتمر الأول لقمة المرأة العربية في نوفمبر عام 2000م، والذي أسفرت أعماله عن تأسيس منظمة المرأة العربية عام2003م دورها تمثل آلية التنسيق بشأن قضايا المرأة العربية، ومن أهم أعمال هذه المنظمة، عقد سلسلات من المنتدات الفكرية، التي تناقش واقع المرأة العربية من مختلف جوانبه الرئيسية.
 واختص المنتدى الثالث بقضية المرأة والإعلام وانعقد في العاصمة العربية الإمارتية أبوظبي عام 2002م؛ بما أن الإعلام وسيط رئيسي في العملية المستهدفة؛ لتسحين وضع النساءفي المجتمع بشكل عام. وذلك عبر التفعيل الصحيح لدوره كحامل للرسائل ومشكل للأفكار، والصور الذهنية، وأنماط التفكير، وهو الدور الذي يتزايد نفوذه في ضوء التطور التقني الهائل الذي تشهده وسائل الاتصال في الآونة المعاصرة، ومن أهم المبدأ الذي أسفر المنتدى الثالث، وهو (( الإستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية)) في هذا الإطار شكلت المنظمة لجنة من الخبراء؛ لبلورة مشروع الاستراتيجية، واجتمع أعضاء المرأة تمهيديا في القاهرة في نهاية شهر يوليو 2007م وتبع ذلك عقد ورشة عمل في أبو ظبي أثناء الفترة 29-30 نوفمبر2007 برئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك.[14]
الملاحظة الأولى: إن التشريعات التي تحكم حركة مجتمعنا لا تزال نابعة من الأطر القديمة؛ فالمجتمع لم يعد يعترف كليا بعد للمرأة كوحدة مستقلة، وعلى هذا الأساس بنيت كثير من التشريعات، في العديد من البلاد العربية، وبهذا السبب نجد العقبات والثغرات في قوانين الأحوال الشخصية، وقوانين العمل، والضمان الاجتماعي وغيرها، ولكل بلد من بلادنا العربية، معانته مع قوانينه في مجال التحديث والتكيف مع الواقع الجديد.[15]
الملاحظة الثانية: إن الممارسات الإدارية لاتزال تقف عقبة في وجه صعود المرأة العربية باعداد مقنعة إلى مراتب صنع القرار. فهناك سقف غير منظور تقف عنده المرأة مهما كانت كفاءتها وخبرتها، ولم تستطيع النفاذ منه إلا حفنة صغيرة جدا بين نسائنا العربية.
الملاحظة الثالثة: إن غياب مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة والمؤثرة كان له أثره السلبي البارز على مسيرة المرأة العربية، ففي مجتمع مدني ناشط تجد المرأة أطرا تؤطر عملها وهياكل يمكنها أن تلعب دورها فيها تدربا  ثم ممارسة ثم قيادة. بسبب فقدان المجتمع المدني جعل المرأة العربية ضعيفة لا تسطيع صنع القرار.[16]
الملاحظة الرابعة: في البيئة العربية لا نزال نعاني من ظاهرة التوزيع التقليدي للأدوار، حتى أصبح كأن له قدسيته الخاصة: المرأة في البيت والرجل في الحياة العامة، ولكن حوائج الحياة الاقتصادية وتعلم المرأة العربية و وعيها لأدوارها الجديدة من جهة أخرى، جاءا ليغيرا المعادلة دون أن يستطيع المجتمع العربي تعديل مواقفه التقليدية، فإذا بالرجل الذي  استأثر بالحياة العامة، يضن على المرأة بمواقع متقدمة في إدارة الأعمال أو السياسة أو أية مرتبة من مراتب صنعه القرار وغيره[17].
لقد أكدت ندوة الحمامات من أجل مشاركة عربية فاعلة في مؤتمر بيكين التي نظمها المعهد العربي لحقوق الإنسان في منتصف عام 1995م بالتعاون مع اتحاد المحامين العرب والمنظمة العربية لحقوق الإنسان،  ومن أهم قرارت هذا المئتمر، الاعتراف بالحقوق السياسة للمرأة العربية، وتدعيم وجودها في كل مراكز صنع القرار، وتصحيح صورتها المشوهة في الإعلام.[18]

المبحث الثالث: البعد الاجتماعي والقانوني

الإعلام جزء لا يتجزأ من البنية الاجتماعية والثقافية والسياسية، والاقتصادية للمجتمع ويسهم في تطوير هذه البنية بما تبثه من أفكار وتشيعه من قيم، ولكي تقوم بهذا الدور فيما يخص التعامل مع قضايا المرأة ينبغي الأحذ بما يلي:
1.    تطوير التشريعات بمشاركة المرأة العربية في الحياة العامة، بإتاحتها ممارسة المهن العصرية.
2.    رفع مستوى الوعي بأهمية مشاركة المرأة في العمل الإعلامي.
3.    وضع السياسات والبرامج العملية التي تساعد على زيادة مشاركة المرأة في العمل الإعلامي.
4.    تأسيس مراكز البحوث ولتدريب تهتم بالقضايا المرتبطة بمشاركة المرأة في العمل الإعلامي.
5.    رفع وعي النساء العربيات من خلال توظيف وسائل الإعلام المختلفة.[19]

المبحث الرابع : نبذة عن صور المرأة العربية في الإعلام على وجه المقارنة.

إن وسائل الإعلام لعبت دورا فعالا واضحا في تجسيد هذه الظاهرة من خلال تقديمها لصورة المستلبة أو السلعية الإيروتيكية أو الخانعة ومن هنا وجد الباحث ولاحظ أن الخوض في كيفية تقديم صورة المرأة وتناول قضاياها في وسائل الإعلام العربية هو ما يكشف عن ماهية الأهداف التي تسعى وسائل الإعلام بشكل قصدي أو غير قصدي، ومن هذه الأساليب: هذه الصورة تشكل (موديلا) مستنسخا للمرأة الجذابة وغير الحقيقية، تمثل حيفا لنساء من خلال حاجة الفضائيات للمرأة كعاملة في مختلف الأقسام، لتحقيق مقاصد و أهداف أخرى، أهمها الترويج والدعاية والإعلان لبرامجها المختلفة.
وعلما أن صورة المرأة تظهر في المجلات وغيرها من الصحف والجرائد أنها تقدم المرأة العربية بلا طموحات ولا وجهات نظر أو أي اهتمام بالقضايا العامة، فتمتليء صفحات هذه المجلات والمطبوعات بإعلانات للعطور والمكايج والملابس وكأن هذا هو محور اهتمام المرأة العربية فقط. ودائما تحث المرأة على أشياء بسيطة معروفة في البلاد ومنها استقرار الحياة الزوجية ورعاية الزوج و الأبناء، فهي من المهام الأساسية للنساء.
أما الرجل فيظهر بصورة الاقتصادي الناجح وهو صاحب الشركات والممتلكات الأرضية والمصانع التجارية وغيرها من الصعيد الاقتصادي والسياسي، وهو صاحب الشخصية القيادية و القادر على إدارة الأعمال والزوجة لا تيأس لتحصيل الأموال من الزوج. وهذه المجلات تنجح في وصم الصفات وترسيخ صور نمطية عن المرأة العربية،  إن تغيير الصورة المنشترة للمرأة في الإعلام العربي، هو أحد الحلول المستهدفة  التي تساعد في تغيير نظرة المجتمع للمرأة العربية، ولا يمكن أن يستمر الإعلام في استخدامه المرأة العربية على أنها مادة صحفية تنتهي بانتهاء الإعلان، لأن اللغة التي تستخدم في الإعلام تبقى حية في الأذهان لفترة طويلة، لذلك علينا رصد صورة المرأة في الإعلام العربي، والتصدي لما يكرس النظرة السلبية لأدوار المرأة ويمنع تقدمها تحت ذريعة الفروقات البيولوجية بين الجنسين.[20]
ومن هذا المنطلق قمت بعمل الاستبيان، لأتعرف على ما مدى قبول المجتمع العربي عامة و المجتمع القطري خاصة عمل المرأة العربية في الإعلام، وبهذا الصدد أجاب 25 من الطلبة منهم 23 من البنين و2 من البنات، بعون الله الاستبيان مع النتائج في نهاية البحث منفردا. وسأذكر هنا عن أهم النتائج،  والاستبيان كان مكونا من عشرة أسئلة في صلب الموضوع.
·        Answered: 23 
·        Skipped: 2
الجواب 3 موافق  
47.83% (11)
غيرموافق   
34.78% (8)
       محايد
17.39% (4)
·        Answered: 24 
·        Skipped: 1
الجواب  4 موافق  
62.50% (15)
غير موافق  
20.83% (5)
محايد
16.67% (4)
·        Answered: 24 
·        Skipped: 1
الجواب  5 موافق  
33.33% (8)
غير موافق  
45.83% (11)
محايد
20.83% (5)
·        Answered: 24 
·        Skipped: 1
الجواب 6 موافق    
37.50% (9)
غير موافق      
41.67% (10)
محايد
20.83% (5)
·        Answered: 24 
·        Skipped: 1
الجواب  8 موافق  
83.33% (20)
غير موافق   
8.33% (2)
     محايد
8.33% (2)

الخاتمة

لقد تناولت في الاختتام عن أهم النتائج التي توصلنا إليها من خلال هذا البحث اللطيف، والسير المبارك ، سأذكرها لكم بالاختصار وكذلك بعض التوصيات حول الموضوع في نهاية الخاتمة. لممارسة المرأة في المجال الإعلامي هناك عدة ضوابط ومن أهما:
1.    ألا يتعارض عمل المرأة العربية مع مهامها الأصلية.
2.    ألا يكون العمل على حساب واجبات المنزل، وأن يكون العمل داخل المجال الإعلامي مباحا.
3.    ويشترط إذن الولي، والتزام الحجاب الشرعي أثناء العمل الإعلامي، وعدم الاختلاط بالرجال.
و من التوصيات:
1.    تشجيع المرأة العربية على المشاركة في المجال الإعلامي، والتخصص فيه من أجل خدمة الدين.
2.    متابعة التقدم العلمي الحديث دون الخروج عن أحكاام الشريعة.
3.   أدعو المرأة العربية تجنب المحظورات الشرعية.

المصادر والمراجع

قام بالتنظيم والترتيب : إنعام الحق
1.    مجموعة من المؤلفين من أعضاء منضمة المرأة العربية، الكتاب: الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية(2009 – 2015) تاريخ الإصدار نوفمبر2008م ولايوجد دار النشر.
2.     مجموعة من المؤلفين، الكتاب المرأة العربية الوضع القانوني والاجتماعي، قام بالنشر المعهد العربي لحقوق الإنسان بتونس1996م
3.     د. علي محمد النجعي، الإعلام..مفاهيم/  1417هـ 1996م/ ط الثانية/ الرباط
4.     بشرى شاكر:الصورة النمطية للمرأة في الإعلام. كتاب إكتروني لا توجد بطاقة الكتاب.
5.     ماجد الغامدي: الاعلام بالارقام  : 37 إلى 56
6.     من الموقع 29/11/2015 الساعة  11 ليلا http://wonews.net/ar/index.php?act=post&id=10265
7.     الموقع الإكتروني:ظلم المرأة من 2- 4http://www.islaamlight.com/files/dolm/asbab.htm
8.     الموقع الإكتروني: الحياة :المرأة في الاعلام العربي: http://www.alhayat.com/Articles
9.     موقع الشيخ مثنى الزيدي، المرأة في الاعلام : http://www.saaid.net/Doat/muthna/25.htm





[1] سورة اأحزاب الآية (33).
[2] (الشنقيطي، 36).
[3] د. علي محمد النجعي، الإعلام..مفاهيم/  1417هـ 1996م/ ط الثانية/ الرباط
[4] موقع اللكتروني: الحياة :المرأة في الاعلام العربي: http://www.alhayat.com/Articles
[6] سورة النور، الآية 24
2 موقع اللكتروني:ظلم المرأة من صفحة 2-4http://www.islaamlight.com/files/dolm/asbab.htm


[7] سورة النساء ، الآية 34
موقع اللكتروني:ظلم المرأة من 2- 4http://www.islaamlight.com/files/dolm/asbab.htm
[8] موقع اللكتروني: ظلم المرأة من 2-4 http://www.islaamlight.com/files/dolm/asbab.htm
[9] موقع اللكتروني: https://saaid.net/daeyat/fatima/14.htm
[10] سورة الأحزاب الآية 33
ماجد الغامدي: الاعلام بالارقام  : 37 إلى 56
موقع اللكتروني :الشيخ مثنى الزيدي ناحية المراة في الاعلام : http://www.saaid.net/Doat/muthna/25.htm

[11]  موقع اللكتروني : http://www.saaid.net/Doat/muthna/25.htm
 2 بشرى شاكر:الصورة النمطية للمرأة في الاعلام
[13]  من الموقع 29/11/2015 الساعة  11 ليلا http://wonews.net/ar/index.php?act=post&id=10265
[14]  ص من 7 -8 ، مجموعة من المؤلفين من أعضاء منضمة المرأة العربية، الكتاب: الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية(2009 – 2015) تاريخ الإصدار نوفمبر2008م ولايوجد دار النشر.
[15]  ص 11 مجموعة من المؤلفين، الكتاب المرأة العربية الوضع القانوني والاجتماعي، قام بالنشر المعهد العربي لحقوق الإنسان تونس1996م
[16] المصدر السابق نفسه
[17]  المصدر السابق نفسه
[18] المصدر السابق نفسه بلإيجاز والاختصار.
[19]  ص من 51-52  باختصار، مجموعة من المؤلفين من أعضاء منضمة المرأة العربية، الكتاب: الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية(2009 – 2015) تاريخ الإصدار نوفمبر2008م ولايوجد دار النشر.

[20] سمر محفوض ، من موقع http://almothaqaf.com/index.php/woman-day-3/85134.html  الساعة 2:29 مساء 28/11/2015م