

![]() |

فلسفتي التربوية
الفهرس
مقدمة
بسم الله
الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد المعلمين والمربين وهو نبينا محمد بن عبد الله صلى الله
عليه وسلم وعلى آله وصحبه الطيبين و الطاهرين ومن تبعهم بإيمان و إحسان إلى يوم
الدين.
الفلسفة جزء من الحياة، ولكل إنسان له فلسفة خاصة يتميز
بها عن غيره في مسالك الحياة، الفلسفة هي رؤية المرأ، أو أقصى ما يتمنى الفرد في
الحياة، أو ما يريد أن يحققها في المستقبل، الفلسفة لها أهمية فائقة في حياة
الفرد، لكي ينسج حياته على غرار منهج قويم، ولا أنسى نحن أمة (إقرأ) بقوله تعالى
(( اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم
بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم)[1]
فميزة الأمة الإسلامية هي أمة القراءة والمعرفة
والاستطلاع، فنجاح المرء الجاد، و سعادة الطالب المجتهد وراء الفلسفة المختارة و
المتميزة وأنا كبقية الناس لي فلسفة خاصة، اتخذت لنفسي فلسفة معينة، سأقوم بها في
حياتي اليومية، فأسأل من الله تعالى أن يرزقني الصبر والبصارة في سيري وقف خطتي
المستقبلية، وأن لن يجعلني ممن يقولون، ولايقومون بالتنفيذ.
بقوله تعالى:(يا ايها الذين آمنوا لما تقولون ما
لا تفعلون)[2]
وبقول الشاعر : لا تنه
عن خلق و تأتي مثله – عار عليك إذا فعلت عظيم.
فلسفتي
التربوية بنقاط :
1. ما معنى الفلسفة التربوية
؟ وما وظائفها؟
2. فلسفتي مع الدين.
3. فلسفتي مع الوالدين.
4. فلسفتي مع الأقارب
والأصدقاء.
5. فلسفتي مع الأساتذة.
6. فلسفتي مع الدراسة.
7. رؤيتي المستبلية.
8. الخاتمة
سأتناول هذا الموضوع حسب النقاط المذكورة، معتمدا على
فلسفتي الشخصية في حياتي اليومية، لقد واجهت في هذا الواجب عدة مشاكل، ومن أهمها
عدم توفر المراجع المتعلقة بالفلسفات التربوية الشخصية مع أن كتب تتحدث بشكل عام
عن الفلسفة مليئة في مكتبة الجامعة، وكذلك عبر الشبكات، الجهود ضئيلة جدا في هذه
الزاوية، ولقد تحدث فيها بعض من الناس، أكثر الكلام ينطبق مع التدريس، وبدأت توكلا على الله تعالى، وفي النهاية ما علي
إلا الحمد والشكرلله تعالى أولا وآخرا لقد كملت الموضوع وبالله التوفيق.
المبحث
الأول : في التربية و الفلسفة.
أ : ما معنى التربوية
؟ وما أهميتا؟
نحاول في بداية الأمر أن نترقى من المعنى الجزئ للتربية إلى المعنى الكلي، بما أن فهم المصطلح غالبا يعتمد
على المعنى اللغوي.
التربية من ربا،
يربو ومنه ربا الشيء ربوا : نما و زاد. بقوله تعالى (( فإذا أنزلنا عليها الماء
اهتزت و ربت))[3]
أما في الاصطلاح :
أن التربية هي الوسيلة الوحيد الفعالة لإقامة بناء بشري
قوي ناضج يمكن من خلاله، إقامة نهضة حضارية للمجتمع البشري، وتحقيق آمال وطموحات
أفراده في حياة كريمة مستقرة.
ومن أبرز الأمثلة اليوم
دولة اليابان، التي حققت نهضتها الكبرى عن طريق ثرواتها البشرية التي أعدت لتحقيق
هذه النهضة وذلك التقدم الذي أذهل العالم، ولا يزال.
وقد عرف معجم (لالاند)
التربية بأنها ( سياق يقوم في أن تتطور وظيفة أو عدة وظائف تدريجيا بالتدريب، وأن
تتحسس نتيجة لذلك السياق)[4]
ملاحظة :
في الحقيقة أن
التربية تعدّ من أكبر عملية حياتية في المجتمع البشري، وهي ليست عملية سهلة، أو
بسيطة ولكنها عملية معقدة ومركبة ، وهي ليست مسؤولية جهة معينة في المجتمع، ولكنها
مسؤولية المجتمع كله.
ويرى بعض الفلاسفة في
الشأن التربوي : أن التربية لا تعدوأن تكون مجرد تقديم الفرض للنمو الطبيعي، وهي
ليست شيأ يقحم على الأطفال والشباب إقحاما قسريا من الخارج وإنما هي نمو القدرات
الفطرية الكائنة في بني الإنسان عند الميلاد[5]
ومن أهمية التربية :
1. لا يولد الإنسان
إنسانا، حيث لا يملك من مقومات الإنسانية، اللغ و والفكر والمشاعر، والاخلاق لا ينتقل
إليه شيء من ذلك بالوراثة من أبويه، وعليه أن يكتسب كل ذلك من خلال التربية
الأسرية والاجتماعية.
2. إن الترية هي التي
تساهم بتكوين الوعي لدى الناشئ.
3. مهما تقدمت المعرفة
سيظل في معارفنا بعض الفجوات.
4. عن طريق التربية
والتربية وحدها يمكن للإنسان أن يتأهل للعيش في مجتمع.
ب : الفلسفة معناها و
وظائفها في التربية.
فلسة التربية تعني ( علم يوفر إطارا عقديا وفكريا
للتربية، ويحدد غاياتها، ويضع معايير نجاحها، ويضفي من التوحد على أنشطتها، ويولد
مفاهمها، ويحلل عمليتها ويعالج مشكلاتها)[6]
وظائف فلسفة التربية
فيها أمران أساسيان:
الأمر الأول :
استكناه خطة بعيدة المدى للتربية، وذلك لأن كل مرب لا
يعرف نوع التربية التي ينبغي أن يقدمها للناشئة الذين يعتني بهم، فالخيارات
التربوية كثيرة جدا، ورؤية الناس للأولويات متنوعة إلى حد بعيد، ومن ثم فإن فيلوسف
التربية هو الذي يحدد ملامح التربية الملائمة نحو أطفال الأمة.
الأمر الثاني :
قيادة التغيير
الاجتماعي، إن فلسفة التربية هي التي تساعد الناس على قبول التغيير ومواكبته، بل
إنها هي التي تمكن القيادات الفكرية والتربوية من التخطيط للتغيير فمهمة فلاسفة
التربية، التفكير الدائم في وضع المجتمع، وتلمسهم لما يصلح شؤونه.[7]
المبحث
الثاني : فلسفتي مع الدين
ما معنى الدين، وما
أهمية الدين، و ما فلسفتي حول الدين؟
الدين يطلق في اللغة
على عدة معان :
الأول : الملك
والسلطان، كما في قوله تعالى ( وما كان ليأخذ أخاه في دين الملك) أي في ملكه
وسلطانه[8]
الثاني : الطريقة،
بقوله تعالى ( لكم دينكم ولي دين)
الثالث : الحكم، بقوله
تعالى ( ويكون الدين كله لله) ( الأنفال : 39 )
الرابع : القانون الذي
ارتضاه الله تعالى لعباده، بقوله تعالى ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا( الشورى
: 13)
الخامس : الذل والخضوع،
يقال : دان لفلان أي خضع له و ذلّ.
السادس : الجزاء، بقوله
تعالى ( مالك يوم الدين )
اصطلاحا : ما شرعه الله
تعالى لعباده.[9]
فلسفتي مع الدين :
الدين شيء ضروري في حياتي اليومية، لابد علي أن أسلك على
نهج الدين، لو أنا أتقاعس عن الدين لاتكون حياتي منسجمة مع الأسرة والمجتمع الذي
تربيت فيهما، فضلا من ذلك عن الفطرة السليمة التي ولدت بها، بقوله صلى الله عليه
وسلم (كل مولود يولد على فطرة الإسلام، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه) كلما
كنت متمسكا بالدين أشعر بالسعادة. أنا دائما أودي ما علي من الواجبات من قبل الله
تعالى بكل نزاهة، و أعامل الناس بأسلوب لين، بما أن ديني يحث على ذلك،
الدين هو غاية عظمى، أنا أحب الدين، و أنا أكره الشخص
الذي لا يتمثل بتعاليم الإسلام، ولا يسلك عليها. ديني يأمرني أن أقوم بالعدل بين
الناس عند فض النزاعات والنعارات، والقسط في جميع الأمور، أنا أحبذ ذلك الشاب
المتدين، بما له فوائد كثيرة، في الحياة المستقبلية، وأنا أذم الشخص الذي يكره
الإسلام، و دين الإسلام وهو سيد الأديان لهذه الأمة، أما بقية الأديان حرفت من قبل
أيادي اليهود والنصارى، علما أن هذه الأديان كانت لفترة منحصرة، مع مرور الوقت
فقدت روحها، بينمي ديني الإسلام، فهو صالح لكل زمان ومكان، و بقوله تعالى ( إن
الدين عند الله الإسلام )[10]
أنا أفضل أن أكون متدينا، وذلك لما ينبني عليه السعادة
الدنيوية و الأخروية، أنا كرجل متدين يحبني الجميع، ويعاملني الناس بالصدق
والإخلاص، بينما الشخص الذي لا يهمه الدين وتعاليمه، لا يصدقه أحد، بل المجتمع
يكرهه، وأنا لا أريد من يلومه المجتمع و تكره الأسرة، بل أريد أن يقدرني المجتمع و
ينظر إلي بمنظار الاحترام و القدر. كما أني كمتدين أتمنى من المولى عز وجل الجنة تعويضا لما قمت بها في الدنيا من
الالزامات والواجبات، والفوز بها، ومن المعلوم الفوز بالآخرة هو السعادة الأبدية
التي هي أقصى أمنياتي ومنالي ومطالبي من هذا الوجود.
المبحث
الثالث : فلسفتي مع الوالدين.
أنا أحترم والدي و أقدرهما كل الاحترام والتقدير، بما
أنهما بذلا قصارى جهودهما النيرة في التربية منذ أن ولدت، وقاما بالنفقة والمعونة
علي من كل الجوانب. أن الوالد يكل ويتعب ويتعرق، لأجل أن يثقفني وأن يربيني في
بيئة علمية نظيفة، أنا حلفت بالله في دروب الحياة لأمتثل تعاليمه ما لم يأمرني في
معصية الله تعالى، وذلك بناء على قاعدة مهمة (( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق))
ومن البدهي أنا أبي لن يأمرني في سخط الله
وغضبه. وأنا أخذ كل ما يقوله في عين الاعتبار، واجعله رصدا في الحياة اليومية.
فشفقة الأب رحمة إلاهية في ظل السماء و في
بطن الأرض، و لا يعرف قدر الأب إلا عند الفقدان، كما قيل: لا يعرف قدر النعمة إلا
عند الزوال.
الأم كذلك نعمة من نعم الله تعالى، أنا أبجل أمي و
أحترمها، وأنا كمسلم علي أن آتي بكل ما أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم،
وأن أتجنب من كل ما نها عنه الله تعالى
ورسوله صلى الله عليه وسلم، فديني الإسلام دائما يحث الأبناء على احترام الوادين،
وهناك وردت نصوص عديدة من القرآن السنة في تأييد هذا المبدأ ومن القرآن : (( واحفض
لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحهما، كما ربياني صغيرا)) [11]ومن
السنة: في حديث متفق عليه أن الرسول ص قال : ( يا رسول الله! من أحق الناس بحسن
صحابتي؟ قال : ثم من ؟ قال : أمك، قال ثم من ؟ قال أمك قال ثم من ؟ قال أبوك)[12]
|