Thursday, 15 December 2016

حلب تناديكم ! حلب تناديكم ! حلب تناديكم !

حلب تناديكم ! وتصرخ واسلاماه جنّدوني ... وأمة محمد أنقذوني...
يا أمة المليار أغيثوني ! يا أمة الإسلام ساندوني!
ماذا أكتب عنك يا حلب العز؟ وكيف أصور جراحاتك المذرفة!
وآلامك الموجعة بسطور!؟ ولقد كنت يوما جنة الله في الأرض.
أمّا اليوم لقد أصبحت نار الله الموقدة!
ولقد انكسر قلمي بتصويرك المؤلم، وأنا كسير البال!
ولكنها تشتكي عمّا تئن بحلب وضواحيها!
ونفد المداد !
لماذا هذه التفجيرات المقيتة على رؤوس الأطفال الأطهار!
اسمعي يا أمة الإسلام!
واقلبي صفحات تاريخ الأباء الأمجاد..
واعتبري منها لحلم جديد..
معركة القادسية والحطين تكفيان بكم ..
حلب ! يا أمة الإسلام تناديكم،
أمَا عندكم صلاح الدين!؟ أمَا عندكم رجل رشيد!
أ عجزت الأمة أن تنجب مثله !
أما يجرح قلبك بصوت مظلومي حلب !
إلى متى تذرف دموع الأمهات؛
بفقدان فلذات اكبادهم؟!
وإلى متى تشق الأمهات جيوبهن بالبكاء ؟
و إلى متى تأكل الأحزان و الاهات اكبادهن!
أما والله ما فينا خير !
لما هذا النوم العميق الشبيه بالموت.
أما الموت أحسن المثوى من هذا الصمت !؟
أما هذا الصمت هو العجز؛ لرد الظلم !
أين سيرة المعتصم في ذاكرتكم.. وامعتصماه!
أين بصمة الأيوبي ضد الصليبيين!
يا أمة لن تفلحي باتخاذ هذا الموقف !
أطفال حلب أطفالنا و أبنائها أبناءنا،
و عجائز حلب آبائنا و أمهاتنا!
تجري في عروقهم دماء أمة الإسلام!
وعشعش في دماغهم الإيمان والتوحيد !
نحن ملة واحدة ! و دم واحد ! يا أمة استعدي لغد !
وانهضي يا أمة الإسلام! وشقي ستار الغيبوبة!
وانزلي يا جنود الله لرد الظلم الغاشم !
يا حلب اسمعي!
سيكتب المؤرخون تاريخك من جديد! أما بغداد دونك ؟!
فلا تيأس واحلمي لمستقبل مشرق
فلا تحزن واستعدي لغد زاهر
قسما بالله !
ينتظر بكم نصر مبين! وراء هذه التضحيات.
فلا تيأس من روح الله! شريطة الاستعداد اللازم..
أما القائل ربنا: إن تنصروا الله ينصركم. ..

الفكرة الرجعية والفكرة التقدمية

الفكرة الرجعية والفكرة التقدمية
الفكرة الرجعية هي الفكرة مبنية على القواعد الأساسة من التراث، وهي قائمة بتمجيد الماضي و أصحابها يحنون إلى عبق التراث، و أنصار هذه الفكرة لا تريد أن تستأصل شأفتها ولا الانعزال منها حونا دون حون، وهي تتمثل في فئة من الشرائح البشرية، وهؤلاء قليلون جداً، بنسبة العصر الذي نحن فيه، وكل من مضى شوطا من حياته، دخل على شريط التاريخ، فيفسرونه بالرجعية. في زمن كانت فلسفة هيغل في أوّج التقدم والانبهار على مستوى العالم، بناء على أن فلسفته قائمة على الديالكتيكية أي الجدلية، قبله كان هناك فلسفيون الجهبذ، كل أخذوا شربه، وشهرته بقدر السعي والجهد والمثابرة، ولكن بمرور الوقت لم يبق منها إلا قليل، من أعلام الفلاسفة المعلم الأول الأرسطو وأفلاطون وغيره، كذلك فكرة الماركسية والاشتراكية، هي من الأفكار المتراوجة في الحقل الاقتصادي، الذي قام بأساس فكرة ماركس و انغلز، في القرن التاسع عشر المنصرم، ولم يعد صالحا هذا المنهج في أرض الواقع اليوم، بم أنه مربوط على أساس فكرة الماركس وغيره، ولم يحصل فيه التغيير ولا التحديث اللازم، والذي هو من متطلبات العصر، بسبب التغيير الذي يحصل بتغيير الأزمان واختلافه.

ففكرة الماركسية في الحقل الاقتصادي، وفلسفة هيغل في المعمار الفلسفي اندرجا تحت ثوب الرجعية، وما هذه إلا انعكاس توسيع دائرة الرجعية، والتي تعد من الاتهام الكبير للشريعة الاسلامية، ومبادئه، وعند الامتساك بالشريعة يذمون أنه أصولي أو رجعي وغيره من الأفكار التي لا تكاد له شبهة أدنى حقيقة إلا في عقولهم المعفنة، و فهومهم القذرة، لو فهموا الدين على الغرار الصحيح، والنهج الواعد، لما انزلقت أقدامهم في فهم الواقع، ولما تخبط في فهم الحقيقة.
Add caption
أما الإسلام الذي هو عدو الإنسانية عند الغرب، والمستغربين، هذا هو الإسلام الذي يمجد الإنسانية ويحترمها حق الاحترام، هذا هو الدين الذي يعطي لكل ذي حق حقه، والإنسان في نظره أفضل خلق الله على وجه الوجود، ولكن مع الأسف، هم الذين أساؤوا في فهمه اللائق، وفي بوتقه اللبق، ومن هذا المنطلق، تارة يصفونه بالرجعية، بما أن عنده مبادئ ثابتة، وتارة يذمونه بالإرهاب، فهنيأ حارا لمن يصفونه بالإرهاب! نعم الإسلام إرهابي لطمس الطغاة! وإصلاح الأمة من الانحراف السلوكي، والانحلال الأخلاقي. ففكرة الرجعية لا تلصق بالإسلام عقلا قبل ذلك شرعا، ومن الناحية الشرعية لقد تحدث القرآن عن ذلك منذ البذرة الأولى أو اللبنة الأصلية، أن هذه الشريعة منهج كامل، ودستور متكامل إلى يوم الدين، وفيه جميع الأحكام متناسبة بالزمن والحالة. ومن الزاوية العقلية أن الإسلام غير قائم على الأفكار الثابتتة هناك أفكار أو أدلة متغيرة هي تتغير حسب الزمن والواقع. ومن ثم إلصاق الرجعية بالإسلام إجرام كبير، وهذا من سوء الفهم للإسلام، و كل من لا باع له في حقل معرفي، الزام الصمت فيه أفضل من الثرثرة، أو من حديث الببغاء، الذي لا تجد منه إلا أكثر صوتا بلا فكر.


الكاتب ابن الشاطي